واصل
المنتخب التشيلي عروضه القوية في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية "كوبا
أميركا" وحقق فوزاً هاماً على نظيره البيروفي بـهدف دون رد في المباراة
التي جرت اليوم الأربعاء بين الفريقين ضمن المرحلة الثالثة من مباريات
المجموعة الثالثة في إطار الدور الأول من البطولة التي تستضيفها الأرجنتين
حتى الرابع والعشرين من تموز – يوليو الحالي.
أحرز هدف اللقاء الوحيد مدافع المنتخب البيروفي كريستيان راموس
بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من
ضائع.
والفوز هو السابع للمنتخب التشيلي على نظيره البيروفي في إطار
مواجهتهما في كوبا أميركا علماً بأن المنتخبين التقيا في 18 مباراة سابقة
ضمن البطولة ذاتها انتهت ست مواجهات منها بفوز تشيلي مقابل ستة انتصارات
لبيرو، وست مواجهات انتهت بالتعادل بين المنتخبين.
ورفع منتخب تشيلي بذلك رصيده إلى سبع نقاط فاحتل صدارة المجموعة مقابل
أربع نقاط لبيرو التي استمرت في المركز الثاني مؤقتاً بانتظار نتيجة لقاء
أوروغواي والمكسيك ضمن المجموعة ذاتها والتي تقام لاحقاً، علماً بأن
المنتخب البيروفي تأهل هو الآخر إلى الدور ربع النهائي كأحد أفضل منتخبين
حاصلين على المركز الثالث.
الشوط الأول
دخل المنتخبان المباراة بعد أن أجريا تغييرات كثيرة في صفوفهما، خاصة
بعد أن ضمنا التأهل للدور الثاني، حيث أن كليهما تصدر المجموعة برصيد أربع
نقاط، وهو ما منح كل منهما فرصة التأهل إلى ربع النهائي كأحد أفضل
منتخبين حاصلين على المركز الثالث، وذلك بعد توقف رصيد منتخب كوستاريكا
ثالث المجموعة الأولى عند ثلاث نقاط فقط.
واستهل المنتخب التشيلي المباراة مهاجماً وذلك استمراراً للمستوى
القوي الذي قدمه لاعبوه منذ انطلاق البطولة، وواصل جان بوسيجور اختراقاته
المؤثرة من الجانب الأيسر وكاد أن يضع منتخب بلاده في المقدمة في الدقيقة
11 عندما أهدى تمريرة عرضية أرضية رائعة إلى المهاجم إستيبان باريديس الذي
خاض اللقاء الأول له في البطولة، إلا أن الأخير انقض على الكرة متأخراً
لتضيع أولى الفرص الخطيرة على المنتخب التشيلي.
بدا أن التشيليين هم الأفضل والأكثر استحواذاً على الكرة حيث استمرت
محاولاتهم لافتتاح التسجيل، سواء عن طريق الاختراقات الجانبية أو
التصويبات البعيدة التي كاد من إحداها المهاجم المخضرم أومبرتو سوازو أن
يفتتح التسجيل بعد أن أطلق تسديدة صاروخية مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى
الحارس سالومون ليبمان الذي خاض أيضاً اليوم لقائه الأول في المنافسات.
على الجانب الآخر اتسمت محاولات المنتخب البيروفي بالضعف وعدم الجدية
إذ أن معظم التمريرات كانت تنقطع على رأس منطقة الجزاء التشيلية وذلك بسبب
إصرار البيروفيون على الاختراق من العمق وهو ما شكل عائقاً كبيراً بسبب
التنظيم الدفاعي الجيد للمنتخب الأحمر.
وعلى الرغم من الأفضلية النسبية للمنتخب التشيلي إلا أن البيروفيين
كادوا أن يجدوا ضالتهم عن طريق ركلة ثابتة وذلك عندما انبرى مايكل غيفارا
لركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 36 وأرسلها ببراعة إلى
كريستيان راموس الذي مررها عرضية خطيرة تخطت كل المدافعين ووصلت إلى لاعب
الوسط جوسيبمير بايون الذي تباطأ في الوصول إليها فضاعت الفرصة الحقيقية
الأولى على المنتخب البيروفي للتسجيل في اللقاء.
وسيطر الهدوء عقب ذلك على أحداث بقية الشوط الأول حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية أحداثه بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
جاءت بداية الشوط الثاني أسرع من سابقه وأجرى كلاوديو بورغي مدرب تشيلي
تغيريين هجوميين دفعة واحدة حيث دفع بنجم الفريق أليكسيس سانشيز محل
الغير موفق باريديس إضافة إلى الخطير خورخي فالديفيا الذي حل محل غونزالو
فييرو، وذلك لتنشيط الجانب الهجومي في فريقه.
وفجأة ارتفعت حرارة اللقاء بعد أن حدث اشتباك بين لاعبي المنتخبين كان
من نتيجته خروج مدافع بيرو كارمونا ومهاجم تشيلي الخطير بوسيجور مطرودين
بعد أن نال كليهما البطاقة الحمراء بسبب اشتباك وقع بينهما.
انحصرت الكرة عقب ذلك في وسط الملعب وتعددت التمريرات الخاطئة من لاعبي
الفريقين، وسجل المنتخب البيروفي تفوقاً ملحوظاً على عكس الشوط الأول،
حيث عمد إلى الاختراق المستمر من الجانب الأيمن كان من نتيجته الحصول على
أكثر من ركلة ركنية لم تستغل جميعها.
واتسمت هجمات المنتخب التشيلي في الشوط الثاني بالفردية بسبب الاعتماد
الواضح على قدرات سانشيز لاعب أودينيزي الإيطالي في الاختراق والمرور من
العمق مستغلاً قدراته الكبيرة على المراوغة وفي الدقيقة 82 حصل سانشيز على
ركلة حرة مباشرة انبرى لها بنفسه وسددها قوية مرت فوق عارضة الحارس
ليبمان بسنتيمترات قليلة.
قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق حصل التشيليون على ركلة ركنية نفذت
بإتقان ومرت من كل مدافعي بيرو ووصلت على رأس لويس خيمينيز الذي أخطأها
بغرابة لتذهب الكرة إلى خارج الملعب.
وفجأة ودون سابق إنذار شدد المنتخب التشيلي من هجومه سعياً لخطف الثلاث
نقاط، ففي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع انطلق سانشيز
من الجانب الأيسر ثم مرر كرة بينية صريحة إلى سوازو الذي كاد أن يسددها
لولا تدخل المدافع البيروفي ماركو إسترادا في الوقت الحاسم مخرجاً الكرة
إلى ركلة ركنية، نفذت بإتقان وحاول المدافع كريستيان راموس أن يشتتها
برأسه فاستقرت في شباك فريقه معلناً هدف الفوز القاتل للمنتخب التشيلي،
الذي حسم الثلاث نقاط لصالحه ضامناً بالتالي صدارة المجموعة.
تشكيلة المنتخبين
تشيلي
لحراسة المرمى : ميغيل بينتو
للدفاع: بوالدو بونسيه – غونزالو خارا-ماركو إسترادا
للوسط: فرانسيسكو سيلفا– غونزالو فييرو– كارلوس كارمونا- لويس خيمينيز
للهجوم : جان بوسيجور- إستيبان باريديس– أومبرتو سوازو
بيرو
لحراسة المرمى : سالومون ليبمان
للدفاع: سانتياغو أكاسييتي - رينزو ريفوريدو-آلدو كورزو-جيانكارلو كارمونا - كريستيان راموس
للوسط : جوسيبمير بايون - مايكل غيفارا - أنطونيو غونزاليس
للهجوم : راؤول رويدياز - راؤول رويدياز
بورغي : منتخبنا رائع
من جهته أكد المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورغي المدير الفني لمنتخب
تشيلي أن فريقه استحق بجدارة اعتلاء صدارة مجموعته بالفوز على نظيره
البيروفي والحفاظ على سجله خالياً من الهزائم في البطولة الحالية.
وأوضح بورغي :"استحق فريقي صدارة المجموعة. أجرينا بعض التغييرات في
التشكيل الأساسي وهناك تغييرات أخرى وكان أداء الفريق رائعا. نشعر بالقناعة
إزاء كل ما حدث".
وأضاف :"منتخب بيرو لم ييأس ومستواه لم يتراجع في أي وقت من المباراة
اللاعبون نفذوا تعليماتي ولا يمكنني أن أشكو منهم" ، مشيراً إلى أن الفريق
لم يتأثر كثيراً بالتغييرات التي أجراها على التشكيل.
وأعرب بورغي عن اعتقاده بأن الفريق سيحظى بمساندة هائلة خلال مباراة دور
الثمانية التي يخوضها في مدينة سان خوان أمام المنتخب صاحب المركز الثاني
في المجموعة الثانية.
وعقد بورغي مقارنة بين فريقه والفرق العملاقة في القارة مثل البرازيل
والأرجنتين وأوروغواي ، قائلاً :"منتخب تشيلي الحالي رائع، والتغييرات في
محلها" .